هل يتم فحص الحسابات المصرفية في قضايا الطلاق التركية؟
الحسابات المصرفية في قضايا الطلاق
قضايا الطلاق هي عملية قانونية معقدة تنظم ليس فقط الانفصال الجسدي للزوجين ولكن أيضًا انفصالهم المالي. خلال هذه العملية، يتم فحص الأوضاع المالية للزوجين والأصول التي اكتسبوها أثناء الزواج بعناية. كجزء من هذه الفحوصات، تلعب الحسابات المصرفية للزوجين أيضًا دورًا مهمًا. في هذه المقالة، سنناقش كيف يتم فحص الحسابات المصرفية في قضايا الطلاق، وفي أي حالات تخضع للتقسيم، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها بشأن هذه الحسابات ضمن الإطار القانوني.
فحص الحسابات المصرفية في قضايا الطلاق
يتم فحص الحسابات المصرفية في قضايا الطلاق لتحديد الوضع المالي للزوجين وضمان تقسيم عادل للممتلكات. يتم تقييم الحسابات المصرفية عمومًا من خلال تقسيمها إلى فئتين الممتلكات الشخصية والممتلكات المكتسبة.
الممتلكات الشخصية تشير إلى الأصول المكتسبة قبل الزواج أو الأصول التي تم الحصول عليها أثناء الزواج من خلال وسائل مثل الميراث أو التبرع. عادة ما يتم استبعاد هذه الأصول من التقسيم في عملية الطلاق.
الممتلكات المكتسبة تشير إلى الأصول التي تم الحصول عليها من خلال المساهمات المشتركة للطرفين أثناء الزواج، ويتم تقسيم هذه الأصول بالتساوي في حالة الطلاق.
الأموال المتراكمة من قبل الزوجين أثناء الزواج تعتبر عمومًا ممتلكات مكتسبة ويتم فحص هذه الحسابات وتقسيمها بين الطرفين خلال عملية قضية الطلاق. قد تطلب المحكمة فحصًا مفصلاً لهذه الحسابات وتتخذ قرارًا عادلاً بشأن تقسيم المبالغ في هذه الحسابات من خلال تحليل حركات الحساب. على سبيل المثال، يتم فحص حالات مثل تحويل أو سحب جزء من الأموال المتراكمة أثناء الزواج إلى حساب آخر بعناية من قبل المحكمة.
يوفر قرار الدائرة المدنية الثانية في المحكمة العليا المؤرخ في 04.02.2010 والمرقم 2010/1784 سابقة مهمة حول كيفية تقييم الأموال في الحسابات المصرفية في إطار نظام الممتلكات خلال قضية الطلاق. وفقًا للقرار، يلزم إصدار حكم الطلاق النهائي لإنهاء نظام الممتلكات بين الزوجين. لذلك، لا يمكن فحص مطالبات المشاركة للممتلكات المكتسبة في الحسابات المصرفية قبل الانتهاء من قضية الطلاق. قررت المحكمة أنه في الحالات التي يتم فيها دمج هذه المطالبات مع قضية الطلاق، فإنه من المخالف للقانون إصدار حكم في الموضوع دون فصل القضية وانتظار صدور قرار الطلاق النهائي. يعمل هذا القرار كدليل مهم لحماية الحقوق المالية في قضايا الطلاق.
سرية الحسابات المصرفية وطلبات المحكمة
في القانون التركي، سرية المعاملات المصرفية أساسية وفقًا للمادة 73 من قانون البنوك. وفقًا لهذه اللائحة، لا يمكن للبنوك مشاركة معلومات حسابات عملائها وأسرار تجارتهم مع أطراف ثالثة. ومع ذلك، يمكن تليين هذه القاعدة السرية بناءً على طلب المحاكم في العمليات القانونية مثل قضايا الطلاق.
يمكن للمحاكم طلب معلومات الحساب من البنوك لتحديد الوضع المالي للأطراف وإجراء تقسيم عادل للممتلكات. في هذه الحالة، تكون البنوك ملزمة بتقديم معلومات العملاء وفقًا لطلب المحكمة. هذه المعلومات حيوية، خاصة في قضايا تقسيم الممتلكات، للفهم الكامل للأوضاع المالية للأطراف.
وضع حجز على الحسابات المصرفية
في عمليات الطلاق، من الشائع مواجهة محاولات لإخفاء الأصول، مثل قيام أحد الزوجين سرًا بسحب الأموال من حساب مصرفي أو تحويلها إلى حساب آخر. في مثل هذه الحالات، يمكن للطرف المتضرر أن يطلب من المحكمة وضع حجز على الحسابات المصرفية.
إن أمر الحجز يعني تجميد الأموال في الحساب المصرفي للزوج الآخر حتى اكتمال عملية الطلاق. يسمح هذا الحجز بمنع محاولات إخفاء الأصول والتوزيع العادل للأموال في الحسابات.
عند تقييم هذا الطلب، تنظر المحكمة بين أي تواريخ تم فتح الحسابات، وفي أي فترات تم إيداع الأموال في الحساب، ومتى تم سحبها. إذا أمكن إثبات أن الأموال تقع ضمن نطاق الممتلكات المكتسبة أثناء الزواج، فيمكن اتخاذ قرار بوضع حجز على الحسابات.
يؤكد قرار الدائرة المدنية الحادية عشرة في المحكمة العليا المؤرخ في 18.06.2015 والمرقم 2015/8461 على أهمية وضع حجز على الحسابات المصرفية أثناء عملية الطلاق. في القرار، يُذكر أنه في حالة السحب الأحادي للأموال من حساب مشترك، يكون البنك ملزمًا بالامتثال لأمر الحجز. في القضية الملموسة، اعتبر دفع البنك المدعى عليه لجزء كبير من الأموال في الحساب رغم أمر الحجز بمثابة خرق للعقد من قبل البنك. ذكرت المحكمة العليا أنه ينبغي حل النزاعات بين أصحاب الحساب المشترك بين الأطراف وليس من قبل البنك، ونقضت القرار بناءً على فحص غير كافٍ. هذا القرار هو دليل مهم حول كيفية تطبيق الحجز على الحسابات المصرفية.
وضع الحسابات المصرفية في الخارج
في قضايا الطلاق، قد تأتي الحسابات المصرفية للزوجين الموجودة في الخارج أيضًا في السؤال. في مثل هذه الحالات، من الممكن للمحاكم التركية اكتشاف الأموال في الحسابات المصرفية في الخارج وجعلها خاضعة للتقسيم.
يمكن للمحاكم تحديد في أي بنك أو بنوك لدى الزوجين حسابات من خلال طلب تقرير من جمعية البنوك التركية، وتقييم ما إذا كانت الأموال في هذه الحسابات تقع ضمن نطاق الممتلكات المكتسبة أثناء الزواج.
خاصة الحسابات المصرفية المفتوحة بدافع الاستثمار في الخارج يمكن أن تكون موضوعًا مهمًا للنقاش في عملية الطلاق. يتم تقييم مطالبات الزوجين على الحسابات المصرفية في الخارج عمومًا وفقًا لقوانين البلد المعني، ولكن تقسيم هذه الحسابات مطروح أيضًا في قضايا الطلاق المفتوحة في تركيا.
الممارسات المتعلقة بالحسابات المصرفية بعد الطلاق
قد يستمر فحص الحسابات المصرفية في قضايا الطلاق حتى بعد اكتمال عملية الطلاق. توضح المحاكم التقسيم بين الأطراف من خلال فحص الحسابات المصرفية بالتفصيل أثناء قضية تصفية نظام الممتلكات.
خاصة الحركات المصرفية التي تمت بعد رفع دعوى الطلاق يتم فحصها بعناية من قبل المحكمة. إذا قام أحد الزوجين بسحب أموال من البنك أو تحويلها إلى حساب آخر أثناء عملية الطلاق، يتم تقييم هذا الوضع من قبل المحكمة وتؤخذ هذه المعاملات في الاعتبار ضمن نطاق تقسيم الممتلكات.
للمزيد من المساعدة أو الاستشارة في هذا الأمر، يمكنك الاتصال بنا.